“فيتاليك بوتيرين” يسعى لإحياء “إيثيريوم” في وول ستريت

كان يُنظر إلى الإيثيريوم في السابق على أنه المنافس الأقوى للبيتكوين في عالم العملات الرقمية، حيث كانت تعتبر منصة أكثر ملاءمة لبناء التطبيقات اللامركزية. ومع ذلك، شهدنا في الأشهر الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة البيتكوين مدفوعًا بعدة عوامل، بما في ذلك الدعم السياسي. في المقابل، لم تتمكن الإيثيريوم من تحقيق مكاسب مماثلة، على الرغم من كونها ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية. فبينما ارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 160% خلال العام الماضي، اقتصرت زيادة الإيثيريوم على 40% فقط.
يسعى مؤسس الإيثيريوم، “فيتاليك بوتيرين”، إلى إحياء شبكة الإيثيريوم وممثلها الرقمي من خلال دعم مشروع جديد، يهدف إلى جعل الإيثيريوم العملة الرقمية المفضلة لدى المؤسسات المالية. ويتولى قيادة هذا المشروع، الذي يحمل اسم Etherealize، “فيفيك رامان”، وهو شخصية بارزة في عالم التمويل التقليدي. وقد حصل المشروع على استثمارات من بوتيرين ومؤسسة الإيثيريوم، وبدأ عمليات في نيويورك هذا الشهر. يركز المشروع بشكل أساسي على تسويق الإيثيريوم للمؤسسات المالية وتطوير أدوات تسهل على البنوك التعامل مع الشبكة.
وأوضح رامان: “إذا كان هناك أي وقت ستنجح فيه، فهو الآن عندما تتحول كل الرياح المعاكسة التي كانت موجودة في الماضي إلى رياح مواتية فجأة، من التنظيم إلى التكنولوجيا إلى استعداد إيثيريوم للحضور المؤسسي”.

تم إطلاق شبكة الإيثيريوم في عام 2015 على يد “فيتاليك بوتيرين” وسرعان ما اكتسبت شعبية كبيرة بفضل قدرتها على تنفيذ عقود ذكية معقدة، مما يميزها عن شبكة البيتكوين. خلال فترات الازدهار التي شهدتها سوق العملات الرقمية، تجاوزت قيمة الإيثيريوم قيمة البيتكوين في بعض الأحيان. ومع ذلك، شهدنا في الآونة الأخيرة تحولًا في اهتمام المستثمرين نحو البيتكوين، مدفوعًا بأسباب عدة، منها الرؤية التي قدمها بعض المسؤولين الحكوميين حول إمكانية استخدام البيتكوين كأصل احتياطي. نتيجة لذلك، لم تتمكن الإيثيريوم من مواكبة الارتفاع الحاد الذي شهدته البيتكوين.

هذا وقدمت صناديق تداول البيتكوين الفورية، التي أطلقت في أوائل عام 2024، خيارات استثمارية جديدة للمستثمرين الراغبين في الدخول إلى عالم العملات الرقمية. وعلى الرغم من أن الجهات التنظيمية وافقت أيضًا على إطلاق صناديق مشابهة تستثمر في الإيثيريوم، إلا أن هذه الصناديق لم تتمكن من جذب استثمارات كبيرة حتى الآن، حيث لا تزال الأصول التي تديرها أقل بكثير من تلك التي تديرها صناديق البيتكوين.
في الآونة الأخيرة، شهدنا تحولًا في اهتمام المستثمرين الأفراد نحو عملات الميم، مما أدى إلى زيادة الطلب على الشبكات التي تدعم إطلاق هذه العملات بسرعة وكفاءة. وعلى الرغم من أن الإيثيريوم كانت رائدة في مجال العقود الذكية، إلا أن شبكات أخرى مثل سولانا تمكنت من جذب اهتمام أكبر من المطورين والمستثمرين بفضل سرعتها العالية وتكاليفها المنخفضة. وقد تجلى هذا التحول في إطلاق عملتي $TRUMP و$MELANIA على شبكة سولانا، اللتين حققتا نجاحًا كبيرًا.
تعرضت مؤسسة “إيثيريوم” و”فيتاليك بوتيرين” لانتقادات بسبب عدم استغلال الإمكانات الكاملة لشبكة الإيثيريوم. وردًا على هذه الانتقادات، أعلن بوتيرين عبر منصة X عن خطط لإجراء تغييرات جذرية على هيكل المؤسسة وأهدافها.

إلى ذلك، يرى “رامان” أن الإيثيريوم بحاجة إلى دعم أكبر من المؤسسات المالية، خاصة في وول ستريت، لتعزيز مكانتها في سوق العملات الرقمية. ويرى أن عملية تحويل الأصول التقليدية إلى أصول رقمية مبنية على تقنية البلوك تشين، وهي عملية تعرف بالتمثيل الرقمي، يمكن أن تجذب اهتمام المستثمرين المؤسسيين. وأكد رامان على أن الإيثيريوم هي المنصة الأكثر استقرارًا ووثوقية في هذا المجال، نظرًا لتاريخها الطويل ووضوح اللوائح التنظيمية المتعلقة بها.